افتراضي رسالة إلى من ابتلاهم الله بالمس أو السحر أو العين
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والحمد لله والصلاة وسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد..
رسالة إلى من ابتلاهم الله بالمس أو السحر أو العين
أوجه هذه الرسالة إلى إخوة الإيمان الذين قال فيهم رب العزة سبحانه وتعالى:
( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) وقال تعالى ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ).
أخي الكريم يا من ابتلاه الله بالمس أو السحر أو العين اصبر على ما أصابك ولا تسخط ولا تزجع وأرضى بقدر الله وقضائه واصبر على طاعته وعن محارمه واعتصم به.
واعلم أن الشفاء بيد الله, وما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء, وهذه الأمراض سواء كانت روحية أو نفسية أو عضوية التي أرسلها الله على عباده إنما هي رحمة بهم ليرجعوا إليه وليعرفوا أنه هو المتصرف بعباده كما يشاء وأنه هو الشافي العافي المعطي المانع الذي بيده خير الدنيا والآخرة.
واعلم أخي أن هذا البلاء والأوبئة والهموم والأسقام لنزولها أسباب لا يعلمها إلا الواحد الديان سبحانه وتعالى, ولدفعها ورفعها أعظمها اللجوء إلى الله والدعاء والتضرع إليه, والتوبة من المعاصي صغيرها وكبيرها, وخاصة المحرمات التي يقع فيها الكثير من الناس لتهاونهم بها مثل شرب الدخان والتبرج والغش والكذب والغرور والنميمة والغيبة والتشبه بالكفار ونكاح اليد, وهذه الكبائر طالما قد انتشرت في أوساط كثير من الناس، وخاصة ضعاف الإيمان.
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ).
أخي احبس نفسك عن الوقوع فيما حرم الله عليك مما يتعلق بحقه أو حقوق عباده
ولا تيأس من روح الله إن الله على شفاءك لقدير.
وعن يزيد بن الأصم قال: كان رجل من أهل الشام ذو بأس، وكان يفد إلى عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، ففقده عمر فقال: ما فعل فلان ابن فلان؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين تتابع في هذا الشراب، قال، فدعا عمر كاتبه، فقال: اكتب "من عمر بن الخطّاب إلى فلان ابن فلان: سلام عليك، فإني أحمد إليك اللّه الذي لا إله إلا هو غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول، لا إله إلا هو إليه المصير"، ثم قال لأصحابه: ادعوا اللّه لأخيكم أن يقبل بقلبه ويتوب اللّه عليه"، فلما بلغ الرجل كتاب عمر رضي اللّه عنه جعل يقرأه ويردّده ويقول: غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، قد حذرني عقوبته ووعدني أن يغفر لي، فلم يزل يرددها على نفسه، ثم بكى، ثم نزع فأحسن النزع، فلما بلغ عمر خبره قال: هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخاً لكم زل زلة فسدّدوه ووثقوه، وادعوا اللّه له أن يتوب عليه، ولا تكونوا أعواناً للشيطان عليه (أخرجه ابن أبي حاتم والحافظ أبو نعيم).
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتوب علينا ويشفينا جميعا إنه ولي ذالك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.
