الشيخ العزوزي Admin
عدد المساهمات : 404 تاريخ التسجيل : 20/02/2014
| موضوع: ماذا بعد الولادة ( النفاس ) الأربعاء فبراير 26, 2014 11:01 am | |
| في الفترة التي تلي الولادة مباشرة ينبغي لک أن تعتني اعتناء خاصاٌ وشديداً بنفسک ، لکي يسترد جسمک عافيته ، وقوامک جماله ورشاقته.
إن الحمل والولادة ليس کما يظن البعض ، بأنها عملية سهلة ، وتنتهي بولادة مولود جديد فقط لاغير؛ بل هناک مرحلة يطلق عليها اسم مرحلة ما بعد الولادة ، لها ميزاتها الخاصة ، التي يجب أن تکون معلومة لدي کل امرأة وضعت طفلاً.
في الأيام الأولي بعد الولادة .. تکون مقاومة جسم المرأة ضعيفة ، نتيجة التعب والإرهاق اللذين أصاباها أثناء الولادة ، ناهيک عن وجود تشققات وجروح صغيرة إثر خروج
الجنين من رحم أمه عن طريق المهبل ، وجروح بطانة الرحم بعد اقتلاع المشيمة عن جدرانه. کل هذا ، بالإضافة إلي توسع الأقنية التي خرج من خلالها الجنين ، وأبصر النور ، والتي لم تتقلص بعد إلي حدودها الطبيعية ، إن هذه الظروف المذکرة أعلاه ، والتي تنشأ عند کل امرأة وضعت طفلاً ـ مهما کانت ولادتها سهلة ـ تهييء الجو والمناخ الملائمين لانتشار الجراثيم وتکاثرها ، محدثة التهابات حادة في المهبل والرحم ، وعنقه ، امتداداً إلي الأنابيب والمبيضين.
إن معرفة هذه الظروف الجديدة يجب أن تدفع المرأة إلي الاغتسال يومياً مرة واحدة بالمطهرات ، قاطعة الطريق علي دخول الجراثيم من الخارج إلي داخل الأعضاء التناسلية ، کذلک .. علي المرأة أن تغير بانتظام الضمّادات القماشية ( الحافضات ) حول منطقة الأعضاء التناسلية ؛ لأن بقاء الضمادة لفترة طويلة خاصة إذا کانت مبللة بالدم ، يخلق جواً ملائماً لتکاثر الجراثيم ، خاصة إذا بدأت عملية التخميرفي الدم علي الضمّادة.
ويمضي جدار الرحم في تصحيح ذاته ، فيتبذ فلذات مختلفة من البطانة والخلايا المنحلة والدم والمواد المخاطية ، ويبدأ هذا الإفراز کسائل کثيف أحمر ، وينقلب في نهاية الأسبوع الثالث أو الرابع إلي سائل بلا لون.
ويجب علي أنفسنا مراقبة درجة الحرارة؛ فإذا ارتفعت درجة الحرارة ـ لاقدَّر الله ـ وفقد السائل النفاسي رائحته النتنة .. کان علي النفساء أن تستدعي الطبيب فوراً؛ فهذه الحالة تدعي «حمّي النفاس» ، وتعتبر من الإصابات الخطرة ، ولکن علاجها أصبح ميسوراً في ظل وجود عديد من المضادات الحيوية المناسبة التي يصفها لک الطبيب.
وإذا سارت الأمور سيرها .. الطبيعي استطاعت النفساء أن تغادر سريرها في اليوم الرابع أو الخامس ، وأن تستأنف أعمالها المنزلية في اليوم الثامن.
ويلاحظ أن مغادرة النفساء لفراشها مبکراً تساعد علي رجوع الرحم إلي حجمه الطبيعي.
وينصح للنفساء أن تستحم بالدوش ، بعد مضي أربعة عشريوماً من الولادة. ولکن لا يجوز لها الجلوس في «البانيو» قبل انقضاء ستة أسابيع ، لکي لاتفتح مجالاً لدخول الماء من المهبل إلي داخل الرحم وتعريضه للإصابة والالتهابات.
أما عن الجماع .. فنقول : إنه من الأفضل عدم استئنافه قبل انقضاء ستة أسابيع ، وهي التي تعتبر فترة الاستجمام للنفساء ، ولکن من الممکن استئناف الجماع باعتدال بعد اليوم الرابع عشر من الولادة.
تسترخي العضلات بعد الولادة ، وتتلهف المرأة إلي استئناف نشاطها الرياضي ، أو تمريناتها لتستعيد رشاقتها وليونتها. ومرة أخري .. يجدر بالمرأة أن تراجع طبيبها فيما
ينبغي لها أن تأخذ به من رياضة وتمرين.
تبدأ المرأة تمرينها بعد ثلاثة أيام ، وتبدأ امرأة أخري بعد أسبوعين ، وهذا يتوقف علي وضع المرأة وحالتها.
أما من ناحية الغذاء .. فالمرأة التي وضعت مولوداً جديداً ، ليست بحاجة إلي وجبات خاصة ، کل ما يطلب منها هو إضافة مشتقات الحليب إلي وجباتها اليومية ، والامتناع عن المواد الحارّة والدهنيات والحبوب والمشروبات الروحية ، أو الأدوية والعقاقير دون استشارة طبيبها. | |
|