هذه رسالة ارسل بها الى أصحاب الأمراض الذين اعتراهم المرض اي كان المرض روحيا او عضويا او نفسيا ....
لابد ان يعلم من إبتلاه الله بمرض أن الله أراد به خيرا ,وأراد له عبادة,فان الله اذا أحب عبدا إبتلاه فإن صبر إجتباه وإن رضي إصطفاه ,بل ان الله أراد لصاحب المرض واحدا من طريقين :
إما أن يكفرعنه ذنوبه و سيئاته , وإما أن يرفعه الى الدرجات العلا يقول ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم(مايصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا غم حتى الشوكه يشاكها الا كفر الله به من خطاياه)
ولا تنس ان الله تعالى يكون مع المريض أثناء مرضه فكفى المريض عزا وراحة أن الله معه وانًّه في معية الله
وصدق سبحانه وهو يقول في حديثه القدسي (عبدي مرضت فلم تعدني ,فيقول العبد :كيف اعودك وازورك وانت رب العالمين فيقول سبحانه مرض عبدي فلان ولم تعده ,لم تزره ,اما علمت انك لو عدته لوجدتني عنده :اقرا :لوجدتني عنده معية الله وجواره بل خير من ذلك أن الله يستمع اليك في مرضك,اقرا الرسول صلى الله عليه وسلم يقول (ان الله عز وجل ليقول للملائكة (انطلقوا الى عبدي فصبوا عليه البلاء ,فتنطلق الملائكة فيصبون البلاء على العبد,فيحمد الله تعالى ويصبر ,فترجع الملائكة ويقولون :ياربنا صببنا عليه البلاء صبا كما امرتنا,فحمدك وصبر ,فيقول سبحانه ,ارجعوا ,وصبوا عليه مرة اخرى فاني أحب أن أسمع صوت عبدي)
أخا الأسلام :
أما يرضيك أن تكون في معية الله وان الله يحب أن يسمع صوتك ,بل ان فضل الله وكرمه على أصحاب الأمراض أكثر من ذلك ,فاذا كان الأنسان يفعل من الطاعات شيئا ثم منعه المرض من هذه الطاعة كصلة الرحم او الصلاة في المسجد او غير هذا فان الله يكتب له من الطاعات مثل ماكان يفعل في صحته من غير مرض,
وهكذا ترى اصحاب الامراض في نعمة من الله وفضل مادامو صابرين راضين بقضاء الله وقدره...[/
يامن اختصك الله بالبلاء وساق اليك نوعا من المرض ,لو تاملت في كتاب الله ونظرت جزاء الصابرين لسر بذلك قلبك وانشرح له صدرك وتمنيت الا يزول مرضك حتى تنال هذا الجزاء بالصبر والرضاء بقضاء الله استمع الى القران الكريم تفهم منه مايلي :
1/الصابرون يحبهم الله قال تعالى (والله يحًّب الصابرين)ال عمران 146
2/الصابرون في معية الله وجواره قال تعالى (والله مع الصابرين)الانفال 66
3/الصابرون قدوتهم وأسوتهم الأنبياء قال تعالى (فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل)الاحقاف 35
4/الصابرون يؤتون أجورهم مرتين قال تعالى (أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا) القصص 54
5/الصابون يجعلهم الله قادة وأئمة في الدنيا ويوم القيامة قال تعالى(وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا)السجدة24
6/الصابرون يمدحهم الله بنفسه ويثني عليهم قال تعالى (إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب )ص 44
7/الصابرون لا يحاسبون يوم القيامة كما يحاسب الناس قال تعالى (انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )الزر 10
8/الصابرون يصلي الله عليهم بنفسه قال تعالى (وبشر الصابرين *الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا ايه راجعون*أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)البقرة 155-157
فهنيا لكم أصحاب الأمراض والصبر والرضاء بقضاء الله ,أعطاكم من الأجور والثواب ماليس له حد ولا نهاية حتى أن اهل العافية والصحة الذين لم يصابوا بمرض في حياتهم حينما يرون جزاء الصابرين يوم القيامة يحزنون على حالهم ..
يامن ابتلي بمرض مهما وصفت لك من الأجر لصبرك على مرضك فان ماعده الله لك هو كما قال الرسول الكريم بابي هو وامي عليه افضل الصلاة والسلام (مالا عين راأت ولأ أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر )
ولا تعبأ باولئك الذين يتأففون ويتضجرون في مرضهم ويغضبون من إمتحان الله لهم حتى أنهم ليشكون ربهم الى الناس من امراضهم ,ليسوا للأحسان اهلَا شكوا الخالق للمخلوق وقالوا:لماذا ياربنا تأففوا وتضجروا وخرجوا من رحمة الله....
فالشكوى من المريض ضجرا وعدم تسليم له بقضائه تذهب الثواب ولا يخرج المريض من مرضه الا بالذنوب والمعاصي..
اما الشكوى التي هي تعريف بالمرض والتي معها الصبر الجميل والرضاء بقضاء الله فلا شي فيها ,كان تشكو لحبيب من غير ضجر او تشكو لطبيب تعرفه بالمرض أو غير ذلك من الشكوى التي يصاحبها الصبر والرضاء فلابأس بذلك لأن سيدنا يعقوب عليه السلام قال في مرضه لأبنائه (انما اشكو بثي وحزني الى الله) وكذلك سيدنا ايوب نادى ربه (أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين).
التداوي من الأمراض والذهاب الى الأطباءوالمشائخ هو أمر مشروع أمر به الرسول الكريم وهو يقول ((تداووا عباد الله فان الله لم يضع داء الأ وضع له دواء)).فالتداوي جائز ومطلوب في ديننا ,وليس من ديننا ان ترى الدواء أمامك وتمتنع عنه صبرا ,لأنك بهذا تساعد على هلاك صحتك ,وهو محرم في ديننا وقال الله سبحانه وتعالى (ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة)ولكن اذا ذهبت الى طبيب الارض فلاتنس طبيب السماء لاتنس أن طبيب الأرض يعالج ويعطي له الدواء أما طبيب السماء فهو الشافي الذي يضع في الدواء الشفاء....
ايها المبتلى ان الخير كله عندك فلا تحرم نفسك الأجر وكن بمرضك مستعدا للقاء الله بالصبر على المرض ,وعدم الشكوى ,والرضاء وحسن الظن بالله ..
وفي الختام أسال الله رب العرش العظيم ان يشفي مرضانا ومرضى المسلمين في كل مكان ويجعلهم من الصابرين ولا يحرمهم الأجر ويحميهم من كيد الكائدين.......
م ن
