منتدي الاعشاب والعلاج الروحاني
منتدي الاعشاب والعلاج الروحاني
منتدي الاعشاب والعلاج الروحاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي الاعشاب والعلاج الروحاني

منتدي خاص بالاعشاب والعلاج الروحاني للاستاد الفلكي الكبير الشيخ العزوزي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مختصر كتاب الدواء العجيب " الجزء الأول "

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الشيخ العزوزي
Admin
الشيخ العزوزي


عدد المساهمات : 404
تاريخ التسجيل : 20/02/2014

مختصر كتاب الدواء العجيب " الجزء الأول "  Empty
مُساهمةموضوع: مختصر كتاب الدواء العجيب " الجزء الأول "    مختصر كتاب الدواء العجيب " الجزء الأول "  Emptyالأربعاء فبراير 26, 2014 2:16 pm

مختصر كتاب الدواء العجيب " الجزء الأول "

لمكتشف القوانين العلمية الدقيقة لعملية الحجامة
العلاَّمة العربي الكبير محمد أمين شيخو ولد في دمشق (1308هـ ـ 1890م)

تعريف الحجامة:
كلمة (الحجامة) مأخوذة من (حَجَمَ) و (حَجَّمَ)، تقول: حجَّم الأمر، أي: أعاده إلى حجمه الطبيعي. ونقول: حجَّم مجموعة النعم في نعمة واحدة، أي: جعلها محتوية على خصائص جميع تلك النعم. ومن (أحجم) وهي ضد (تقدَّم)، فمن احتجم تحجم الأمراض من التعرُّض له.
وبالحجامة يكون: إعادة الدم إلى نصابه الطبيعي وبالتالي تنشيط الدورة الدموية، وإزالة ما ازداد من الفاسد (الهرم) من الدم الذي عجز الجسم عن التخلص منه من توالف دموية وشوائب وسواها في أوانها مما يدر بهذه النعمة نعماً عميمة على الجسم وصاحبه علاجاً ووقاية.

وصف الكأس المستخدم في عملية الحجامة:
تعمل الحجامة على إحداث نوع من الاحتقان الدموي في منطقة الكاهل من الجسم باستعمال كؤوس خاصة مصنوعة من الزجاج تعرف بإسم (كاسات الهواء) ذات بطن منتفخ ثم عنق متطاول قليلاً بقطر أصغر من البطن ينتهي بفتحة مستديرة منتظمة [شكل (2)].
وقديماً كانت هذه الكؤوس متخذة من القرون المجوّفة لبعض الحيوانات أو مصنوعة من عيدان النباتات الصلبة المجوَّفة مثل أغصان خشب البامبو (عند أهل الصين)، وقد تطورت فيما بعد إلى كؤوس مصنوعة من الزجاج اليدوي لسهولة تنظيفها وتعقيمها وشفافيتها التي تسمح للحجَّام برؤية الدماء المستخرجة من المحجوم.

آلية عمل كأس الحجامة (كاسات الهواء):
نقوم بحرق قطعة ورقية مخروطية الشكل، أي بشكل قمع ويُفضَّل أن تكون من أوراق الجرائد لسهولة اشتعالها بحجم يستطاع إدخاله في فوهة الكأس المستخدم. بعد إدخال المخروط المشتعل داخل الكأس نلصق فوهة الكأس مباشرة على أسفل لوح الكتف (منطقة الكاهل) [شكل (3)].. فيقوم المخروط الورقي المشتعل هذا بحرق جزءٍ كبيرٍ من الهواء داخل الكأس وهذا يُحدث انخفاضاً في الضغط فيمتص الجلد ويجذبه من فوهة الكأس قليلاً ليعدِّل هذا الإنخفاض الحاصل في الكأس ونتيجة لذلك يظهر احتقان دموي موضعي .

إن هذا الجذب للجلد وهذه الحرارة المرتفعة قليلاً داخل الكأس تحدث توسعاً وعائياً سطحياً في منطقة الكاهل المثبَّت عليها كأسا الحجامة، حيث يخضع الدم أيضاً للجذب فيزداد توارده لهذه المنطقة، ويساهم بقاء الكأس مدة كافية جاذباً للجلد بمنع اشتراك الدم المتجمع في الدورة الدموية نوعاً ما.
بعدها يقوم الحجَّام بتشطيبات سطحية لهذه المنطقة المحتقنة من الجلد (بعد نزع الكأس) بطرف شفرة حادة معقَّمة.. وفيما بعد سنتعرض بشرح مفصَّل لهذا العمل.

الحجامة على الكاهل:
أخرج أبو داود والترمذي وحسَّنه، والحاكم وصحَّحه عن أنس «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحتجم في الكاهل».
وتتلاقى الحكمة المحمَّدية التي هي من شرع الإله صانع الجسم مع الحقيقة الطبية العلمية المكتشفة أن منطقة الكاهل هي المنطقة المثلى لإجراء الحجامة، والفائدة لا تكون إلاَّ من خلال هذه المنطقة حصراً، فهي تتميَّز بمايلي:
1) إنها منطقة لتجمع الكريات الحمر العاجزة والتالفة والشوائب الدموية عامة والجزيئات الكبيرة ذات الوزن الجزيئي المرتفع، حيث تقيل هذه الشوائب في هذه المنطقة أثناء النوم.
2) إنها منطقة مأمونة حتى ولو كان المرء يعاني من مرض السكري أو الناعور فلا خطر من التشطيبات السطحية، كذلك فإنها سريعة الشفاء دون أن ينتج عنها أية التهابات طالما أن الحجامة تُجرى في الظروف والأوضاع الصحيحة والسليمة صحياً.
3) أضف إلى هذا أنها منطقة خالية من أية أوعية دموية يكون جرحها خطيراً.
هذا وإن تجاربنا بالحجامة المسبقة التي قمنا بها على مدى نصف قرن لم ينتج عنها أية مضاعفات من هذا القبيل أبداً.

التعليل العلمي لإجراء عملية الحجامة في منطقة الكاهل:
قبل البدء في البحث العلمي في سبب اختيار منطقة الكاهل حصراً لإجراء عملية الحجامة فيها، لا بد أن نقدِّم فكرة موجزة عن الدم وجهاز الدوران:
لمحة موجزة عن الدم وجهاز الدوران:
يشكِّل جهاز الدوران في جسم الإنسان شبكة مواصلات عظيمة لم يُشهد لها مثيل في الوجود في تنظيمها وتفرعاتها المعقدة الدقيقة الإشراف المحكمة السيطرة على كافة أعضاء وخلايا الجسم البشري بما تحتويه من وظائف النقل والإمداد والتوزيع الغذائي، فغذاء العين يختلف عن غذاء الأذن الذي إن أتى إلى العين سبَّب لها العمى، وغذاء العين إن أتى إلى الأذن سبَّب لها الصمم، وفي إمداد ساحاته القتالية التي تعتبر ميادين لحروب عالمية بصواريخ بعيدة المدى تفرزها الكريات البيضاء كترياقات تطال أهدافها على الجراثيم القاذفة للسموم والدخيلة على الجسم، بأبعاد لها كبعد القمر عن الأرض نسبياً.. فالجسم كون عجيب بإلهام مدبَّر ومُبَرْمَج على أسس وتقنيات ذاتية عالية في التطور إعجازية في الابتكار.

الدم: هو وسط حيوي سائل تتم بواسطته كافة العمليات الحيوية في مختلف أنحاء الجسم ومن خلاله تسري الحياة وتنبعث القدرة على استمرارها، فعندما يتم هضم الطعام في المعدة والحاوي على النسب المختلفة من الحاجات الغذائية للجسم بعناصره ومركباته المختلفة يتدافع إلى الأمعاء (فيكتمل تمثُّله الهضمي) حيث تمتصه ملايين الخمائل الماصة التي تبطن الأمعاء الدقيقة بعد أن يكون قد أصبح معدّاً بخلاصته الكيلوسية لنقل الممتص منه بواسطة الدم إلى الكبد فسائر أرجاء الجسم في رحلةٍ طويلة متكررة ماراً بشبكة هائلة من الأوعية الدموية كالأنهار الضخمة تشقه من أدنى الجسم إلى أقصاه محمّلة بما تحتاج إليه أعضاؤه وأنسجته من المركبات والعناصر الغذائية والماء. ومن الرئتين الأوكسجين ليؤوب بطريقه إلى أجهزة الإطراح فيلقي فيها ما حُمِّل به من نفايات ومخلفات كغاز الفحم السام، والبولة لتقوم هي الأخرى (الأجهزة) بدورها في تخليص الجسم منها.

وكذا تصب فيه المنتجات الاستقلابية للغدد والأعضاء فيوصل بعضها إلى مكان الحاجة إليه ويطرح بعضها الآخر خارج الجسم بإحدى الطرق الطارحة للمنتجات الزائدة السامة ويُخزِّن بعضها الآخر لوقت الحاجة إليه مثل الغلوكوز (سكر الدم) الذي يُختزن في الكبد على شكل غلوكوجين (سكر معقد). وإن زمن هذه الدورة يستغرق (30) ثانية يقوم القلب فيها بدور المضخة الجبارة يرفده ضغط الشرايين والأوعية الدموية بدور إضافي حتى يكمل الدم دورته. وفي طريق عودته التي تتم بمساعدة تقبُّض عضلات الجسم التي تضغط بدورها على الأوردة ليعود من جديد إلى القلب. وذلك يتم في شبكة ضخمة من الأوعية الدموية يصل قطر بعضها (2.5) سم لتستدق وتصغر في نهاياتها لتصبح أوعية شعرية مجهرية. ويبلغ مجموع أطوال هذه الشبكة (100.000) كم أي: مثلي ونصف محيط الكرة الأرضية.

وللتعرف على مكونات الدم نقوم بالاستعانة بآلة الطرد المركزي التي تحوي أنبوب اختبار يحتوي على قليل من الدم يدور بسرعة (3000)د/د(1)، فنجد أن مكونات الدم تترسَّب على حسب ثقلها تدريجياً لتستقر الثقيلة في قاع الانبوب ثم الأخف فالأخف. وبذلك يتألف الدم من طبقتين:
1) طبقة رائقة يميل لونها إلى الصفرة وهي البلازما plasma وتشكل (55%) من حجم الدم. وهي تحوي المواد السكرية والأحماض الأمينية والكالسيوم والمغنزيوم واليود والحديد على شكل مركبات مختلفة كما تحوي الهرمونات والخمائر التي تسيطر على نمو الجسم وأنشطته المختلفة.
2) الطبقة السفلية تشكل (45%) من حجم الدم وهي التي تمنحه ذلك الصباغ الأحمر وتتكون من: (الصفيحات ـ الكريات البيضاء ـ الكريات الحمراء).
الصفيحات: وعددها (150-350) ألف/مم3، وحجمها (1-3) ميكرون(1) وتنحصر مهمتها في إيقاف نزوف الأوعية الدموية وإرقائها.
الكريات البيضاء: ويحتوي الميلي متر المكعب على (7000) كرية، قطر الواحدة (10-12) ميكرون، مهمتها الأساسية هي مهاجمة الجراثيم، إذ تنسل من جدران الشعيرات إلى الأنسجة بفضل أرجلها الكاذبة التي تمكِّنها من الحركة بحركة لولبية باتجاه الجراثيم محاولة إلتهامها والقضاء عليها بفضل ما تحمله من مواد مخربة للجراثيم.

الكريات الحمراء: ويحتوي الميلي متر المكعب من الدم على (5) ملايين كرية ليبلغ تعدادها حوالي (25) ألف مليار كرية في جسم الرجل البالغ أي (5×1210) في الليتر وذلك لاحتواء جسم الإنسان على (5-6) ليتر من الدم [شكل.
يتجدد منها يومياً ما يعادل (250) بليون كرية وتأخذ هذه الكريات شكل العجلات ذات الدواليب المنفوخة، قطر الواحدة منها (7) ميكرون وتميل هذه الكريات إلى الالتصاق التصاقاً مؤقتاً (السليمة الطبيعية منها) مكونة ما يشبه صفاً متراصاً من النقود المعدنية متراكبة فوق بعضها البعض Rouleaux وذلك عائد للزوجة سطحها [شكل (12)]. ولدى فحص الكريات الحمراء مجهرياً وجد أنها خلايا عديمة النوى ذات مرونة تسمح لها بأن تنثني على نفسها كما أنها ذات خاصية عالية في نقل الأوكسجين.

إن الخلل الكمي والكيفي في عمل هذه الكريات الحمراء يعكس مشكلات كبرى خطيرة، شائعة آثارها بين الناس عموماً، لذا فإن الوقاية والمعالجة بواسطة الحجامة تتركَّز عليها وتدور حول الأعضاء والوظائف المرتبطة بها فهي العنصر الدموي النشيط والفعَّال الدائم والمركزي في سير دورة الحياة والمحافظة عليها لهذا الكائن البشري.. وتاريخ ميلادها يبدأ في نقي العظام حيث تنطلق منه، إذ بعد نضجها تنطلق إلى مهماتها فتية نشيطة لتؤديها في الشروط الطبيعية على أكمل وجه وأتم حال.

حتى إذا ما أتمت المائة والعشرين يوماً من تاريخ ميلادها غدت هرمة قد استُهلِكت جرَّاء العمل المتواصل فيأخذ نشاطها بالذبول وحياتها نحو الإضمحلال فتفقد مرونتها وقد استحالت إلى كرية ميتة عالة على الدورة الدموية فتزوي مع البلايين من مثيلاتها إلى جدران الأوعية الدموية تتدافعها الكريات الفتية معرقلة جريان الدم مما يؤدي إلى اختلالات في الجهاز الدوراني مع ضعف بسيْره بشكل عام ونقص في وظائف الأعضاء ناتج عن نقص في التروية الدموية الناجمة عن إعاقات هذه الكريات، وتظهر جلية عند الأشخاص المتقدمين في السن لعجز أجهزتهم عن درء هذه المعضلة المتفاقمة والمترافقة بارتفاع في الضغط الدموي .

وقد تبيَّن أن ذلك يعود إلى عوامل عديدة مسببة ليس فقط لتلك الإعاقات، بل إلى تشكُّل الخثرات الدموية وهي:
ـ لزوجة سطوح هذه الكريات.
ـ كثافتها المرتفعة والتي هي أكبر من كثافة المصورة 1095-1100<1024-1028.
ـ لزوجة بروتينات بلازما الدم.
كل هذا يدفع الكريات إلى الالتصاق عشوائياً أو انتظامياً ببعضها بعضاً بشكل تراكبي Rouleaux سرعان ما يزول بفضل مرونة هذه الكريات الفتية أثناء تدافعها خلال دورة الدم.
أما الكريات الهرمة والميتة فإنها تفقد خاصية المرونة فيكون من المتعذر أن تنفصل عن بعضها، وبوجود الألياف والصفيحات تتشكل الخثرات الدموية التي بدورها تغدو معيقة لحركة الدم، ونتيجة لهذه الترسبات على جدران الأوعية ونتيجة لعرقلات سير الدم يرتفع ضغط الدم.. وحالة ضغط الدم المرتفع مع وجود الترسبات المختلفة على جدران الأوعية تؤدي لتصلب الشرايين الذي يؤدي بدوره لارتفاع الضغط، وهكذا فكلٌّ منهما يؤدي للآخر.
وإن وقفت حائراً لما تقرؤه متعجباً مندهشاً من أن مشاكل تصلب الشرايين الخطيرة وما ينشأ عنها كله يعود لما ذكرت من ترسبات!!.
أقول: إن حصل ذلك فما عليك إلاَّ أن تطَّلع على تعريف منظمة الصحة العالمية WHo لتصلب الشرايين العصيدي، إذ تقول Who: (إن تصلب الشرايين العصيدي هو الحالة التي تنشأ من مجموع متغيرات استحالية تحدث في الطبقة المتوسطة والبطانة الداخلية للوعاء الدموي الشرياني Intima of arteries التي تتألف من بؤرة من المتراكمات الدهنية والكاربوهيدرات المعقدة وكذلك من مواد ذات أصل دموي وكذلك مادة الدم نفسها ونسيج ليفي، وترسب من مادة الكالسيوم). هذا الوصف للحالة ومعناه: تصلب الشرايين الإكليلية، تكاد تكون مرادفة لكلمة (عصيدة) Atheroma.

مصير الخثرات والكريات الهرمة والمقبلة على الهرم في الدورة الدموية:
لقد تبيَّن أن الخثرات والكريات الهرمة تبحث لها عن مناطق أقل نشاطاً وحركة لتأوي إليها، وهكذا حتى يتركَّز معظمها في منطقة الكاهل ويحدث ذلك يومياً أثناء النوم في هذه المنطقة التي تعتبر أركد منطقة في جسم الإنسان ولِمَا تتصف به من أنها منطقة خالية من المفاصل المتحركة تماماً، فمفاصلها من نوع المفاصل نصف المتحركة.. والعضلات الموجودة فيها هي عضلات شد وتثبيت للعظام حتى أن وضعية الركوع تتم بتقوّس الجزء السفلي من العمود الفقري وتبقى هذه المنطقة بسوية واحدة.

وبما أن شبكة الشعيرات الدموية أشد ما تكون تشعباً وغزارة في منطقة الكاهل فهذا ما لا يخفى أثره في أن سرعة الدم فيه تفتر وتقل.
ومثال الكريات في سلوكها في جهاز الدوران وبمنطقة الكاهل خصوصاً، أشبه ما يكون بالنهر مع رسوبياته، فالنهر يكون بأشد قوة جريانه عند المنبع يجرف أمامه كل شيء إلاَّ ما ثقل كثيراً، ثم تراه يخف تدريجياً في الوسط حتى يصبح عند مصبه هادئاً يكاد أن يكون راكداً، حيث تحط رسوبياته التي كانت عالقة بمياهه الجارية رحالها في قعره. ففي منطقة الكاهل تنخفض سرعة الدم في الأوعية السطحية لحدود دنيا (الشعرية في الجلد) وفي الأوعية الدموية العميقة منها (العضلات وطبقات الجلد العميقة) فتحط رسوبيات الدم رحالها فيها لتنخفض بذلك سرعة الدم أكثر.. وهكذا في علاقة عكسية بينهما مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط الدموي في الجسم.

هذه الصفات مجتمعات تدفع الكريات الهرمة والميتة مع الشوائب الدموية والخثرات إلى الترسُّب في هذه الأوعية يومياً (وخصوصاً أثناء النوم لهدوء الدورة الدموية). إذ أنه من المعلوم أيضاً أن الكريات الحمراء التي دنا أجلها ومع مرور الزمن يصبح من العسير عليها اجتياز الدوران الدقيق.
وقد تظهر هذه الترسبات بشكل بدائي متمثلة بتفشي آلام الظهر في منطقة الكاهل (كالوتَّاب مثلاً)، فنلجأ إلى التدليك الرياضي Massage لهذه المنطقة الذي يعمل مفعوله آنياً في تنشيط حركة الدم فيها وزيادة التروية الدموية لنسجها فيجرف تيار الدم المتدافع بالتدليك ما تراكم فيها من شوائب دموية وسموم، وهي المواد الضارة (الناتجة عن عمليات استقلاب الخلايا) المسببة للألم unwanted materials (كأمثال حمض اللبن Lactique Acid) ويغذيها بالغذاء والأوكسجين الكافي .

ولعلنا نتطلع إلى أوسع من محيط هذه الآلام الظهرية فالعلة لمَّا تُجتث من أساسها بعد، فالإنسان بجسده كلٌّ مترابط من أدنى خلية إلى أكبر وأعظم عضو منه، كما أن الدم فيه صلة الوصل بين جميع أعضائه ولهذا نرى أن الجسم أضحى عرضة لكافة الأمراض مثل آلام الرأس والعينين والظهر وجهاز الهضم والكبد والرئتين وآلام المفاصل والذبحة الصدرية والاحتشاءات القلبية. وهذا ما لاحظه الطبيب الياباني Kuakuroiwa ـ كواكورواوا.. فقد أكَّد على حقيقة واحدة استنتجها بعد أن ركَّز أبحاثه على الحجامة وهي أن الشوائب في الدم هي السبب في إصابتنا بالأمراض المختلفة.

ولا ننسى أن الحجامة تخلصنا أيضاً من لزوجة الدم الزائدة فلدى تخليص الجسم من العاطل من الكريات الحمر نكون قد خفضنا لزوجة الدم الزائدة بشكل لا يؤثر على وظائفه، بل زالت العثرات وأتيح للدم أن يتحرك بسهولة وحرية في ظروف ضغط مثالي منتظم والقاعدة الطبية تقول: (إنه كلما نقصت لزوجة الدم كلما زادت ميوعته وزال خطر تشكل الخثرات الدموية)، وما أكثر ما يصف الأطباء مميعات الدم لمرضى القلب.

  

نعم لقد أدرك كل هذا بأبعاده السحيقة طبيب الإنسانية صلى الله عليه وسلم مفجِّر علوم الوقاية بفهمه العالي على ربِّه حتى أنطقه الحق بالحق يراه بالأفق المبين فكان قريباً من المولى عزَّ وجل وقريباً من خلقه، فمن كان الإله معه كان كل شيء بين يديه من قبل أن يرتد إليه طرفه.. فأوصى صلى الله عليه وسلم أصحابه أن كل داء سببه غلبة الدم، والحجامة تنفع من كل داء ألا فاحتجموا.
لذلك أدرك صحابة الرسل الكرام ومن تابعهم بإحسان أنه من الضروري التخلُّص سنوياً من هذه الكريات الحمر الهرمة بالحجامة.
وبالحجامة فقط تستعيد الدورة الدموية نشاطها بيسر وسهولة دونما معاناة من ارتفاع في الضغط، وتستعيد كامل الأعضاء نشاطها الأمثل وهذا ما يسمونه في الطب الحديث الطب البيولوجي والذي يعتمد على تنشيط وظائف الأعضاء.
فبتطبيق وصايا الرسل الكرام بإجراء الحجامة بالربيع عاد إليك الربيع أيها الجسم وأزهرت أجهزتك السبعة، فصارت تؤتي أكلها رائعاً مستمراً وأينع ثمرها فأصبح صالحاً..
الآن قد انغسل الجسم من الأمراض غسلاً وذهبت منه الأوجاع والآلام أصلاً..

دور الكبد والطحال في تنقية الدم من الشوائب:
لعلك تقول: إنك بالغت كثيراً في موضوع تجمُّع الكريات في منطقة الكاهل وأسهبت في التركيز على دور الشوائب الدموية والكريات الهرمة والمقبلة على الهرم في حدوث معظم الأمراض بآلية مرتبطة بتنشُّؤ وتراكم هذه العثرات واستشهدت حتى بقول الطبيب الياباني الشهير (كواكورواوا)، لكن أما للكبد والطحال من دور أوجده الله في ابتلاع هذه الكريات والعثرات وتحطيمها والحد من تأثيراتها السلبية على الدورة الدموية.
وفي صدد هذا نقول: نعم لقد أعطى الله تعالى كل شيء خلقه ثم هدى، وإن للكبد والطحال الكثير من الوظائف الضرورية لاستمرار بنية الإنسان في مسارها الصحيح ومن ضمنها بلعمة تلك الكريات والشوائب الدموية، فما نقَّص الإله على هذا الإنسان في شيء، لكن كما هو بديهي من علاقة الإنسان بهذا الكون وما حوله من أخذ ورد، كذلك لرسول الإله دور فعَّال أساسي وضروري وبدون هداه القلبي الإلهي لا يمكن أن تسير سفينة الحياة في خضم بحر الوجود في أمان واطمئنان.. إن كان هناك ثمة تقصيرٍ في أي شيء وهذا التقصير مرجوعه إلى التقصير في عمل آلية الفكر وسلطانه في الأشياء. ولما كان هذا الإنسان قاصراً في مبلغ علمه مهما علا وبلغ، كانت رحمة الإله تقتضي باختصار كل ذلك عليه، فأرسل له رحيماً من رحمته تعالى يدل التائهَ ويُرشد الضَّالَّ إلى سبيل النجاة من كافة المعضلات.

وتلك هي لعمري نعمة النِعَم كلها.. فترى هذا الرسول الكريم لم يترك ناحية من نواحي الحياة إلا وصبَّ فيها وصاياه من الطعام وأصوله، والنوم والزواج، والعمل والراحة، في الحرب والقتال، إلى السلم والسلام، في ينابيع الأرض والبحار، في الكون والأفلاك، حتى تعداه إلى يوم الدين، فتراه أوتي من كل شيء علماً.. أفهل يبخل علينا بإرشاده إلى الحجامة بعد أن أدرك حادثة الفناء؛ وأن كل شيء يبلى فمهما كان الكبد والطحال جادَّان في عملهما لا بد من مساعدات فبادر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بإسعاف إخوانه من بني البشر مسرعاً في نصحهم بالحجامة موفياً نصائحه شروحاً وتفصيلات لكل النواحي والاتجاهات.
ولكي تكون لنصائحه فينا مفعولاً، جعلْنا البحث العلمي سبيلاً وسنداً حتى نأخذ بوصاياه متحققين.. فالطير يطير بجناحين، فجناح من الرسول الكريم ، وجناح منا، فيأخذ بأيدينا إلى سبل النجاة والنجاح والفلاح.
وها هو قد وجَّهنا إلى زيادة الاستقصاء فلنبحث في آلية عمل كِلاَ العضوين (الكبد والطحال) لكي نكشف اللثام عن الأهمية الكبيرة لعملية الحجامة في هذا المجال وغيره من الاتجاهات لكمال صحة البدن والنفس والتي لم تخفَ عن ثاقب بصيرته صلى الله عليه وسلم ، فكان القدوة والرائد في هذا المجال.

الكبد (Liver):
ويزن (1200-1500)غ.. وهو إنبيق عظيم تتم فيه الآلاف من العمليات الكيميائية المعقدة.
نذكر من وظائف الكبد:
1) يرشح المواد السامة من السائل الدموي ويستقلبها مبطلاً سميتها، أو يصرِّفها عن طريق الصفراء خارج الجسم.
2) يصنع السائل المراري من نواتج تكسير الكريات الحمر التالفة.
3) يضطلع باستقلابات السكريات Metabolism وتخزينها ليحررها عند الحاجة.
4) يقوم باستقلاب البروتينات واصطناعها.
5) يُوجِد المركبات التي تساعد على تجلط الدم وتخثره في وضع النزف.
6) يضطلع باستقلاب الدهون lepids والشحوم الثلاثية Triglycerides واستقلاب وتصريف الكوليسترول بالسائل الصفراوي.
7) يعمل على استقلاب واختزان معظم أنواع الفيتامينات وعددٍ من العناصر المعدنية كالحديد وغيره.. وله وظيفة من الوجهة الهرمونية.
Cool وللكبد أهمية كبيرة في الحياة الجنينية، إذ يشترك مع الطحال في تكوين الدم.
9) يسهر الكبد للدفاع عن الإنسان ضد هجوم المكروبات، حيث يلتهمها ويقضي عليها أو يحد من ضررها.

الطحال (Lien):
وهو لا يقل أهمية عن الكبد ويقع تحت الحجاب الحاجز خلف المعدة وفوق الكلية اليسرى بقليل ويزن (150غ) تقريباً.
دورة الدم في الطحال:
إن الدم عندما يلج إلى الطحال تستقبله شبكة من حبال بيليروت Cords of Billirott يستنقع الدم في عيونها ليمس البالعات الثابتة والمتحركة والبطانية ليدخل بعدها الدم في الجيوب الوريدية المثقبة، ثم ينتقل إلى الشعرية الوريدية فالأوردة فالوريد الطحالي.. وهذه هي النظرية المفتوحة Open Theory.
وهناك النظرية المغلقة Closed Theory: (إن الشرايين المسماة Penicilleary تنفتح مباشرة على أشباه الجيوب). أما Kinsely فوصف شكلاً ثالثاً، وآخرون قالوا توجد الدورتان معاً المغلقة والمفتوحة.

وظائف الطحال:
أولاً: في الدم:
1) دور تخزيني: يختزن الطحال كمية قليلة من الدم تتراوح بين (20-60)سم3، فلدى تنبيه العصب الودي في حالات النزف، أو هبوط ضغط الدم، يطلق الطحال الكمية المختزنة من الدم للدوران العام بعد أن كان يختزنها في الجيوب الوريدية واللب الأحمر.
2) ودوره في بلعمة الكريات الحمراء (تحطيم الخضاب): إن تحطيم الخضاب يتم في مجمل البدن بالجملة الشبكية البطانية إلاَّ أن نصف هذا العمل يتم في الطحال، حيث يتم تحطيم الخضاب Hemoglobin في الجملة الشبكية البطانية Reticals-endothelia فتمر الكريات من اللب الطحالي إلى الجيوب بحادثة الضغط الإنسلالي عبر مسام أصغر من قطر الكريات نفسها، فمن يحتمل هذا الضغط ينفذ ومن لا يحتمله يتكسر ويتخرب فيتحرر الخضاب ويبقى هيكل الكريات لتجري عليها (الكريات المحطمة) عمليات الهضم في الشبكة البطانية للطحال.. فمن نواتج الهضم يؤمن الطحال مخزونه من الحديد وعندما يتسارع تحطيم الكريات يطفح الطحال بالهيموسدرين، أي أن الطحال بحالة امتلاء Siderotic.. مثال ذلك في حالة الفاقة الإنحلالية. ويساعد الطحال على توليد الكريات الحمراء في حالة نقص الدم.

ثانياً: في المناعة:
1) يقوم بإنتاج الأضداد.
2) تخليص الدم من العناصر الغريبة كالجراثيم والطفيليات والفطور والأوالي وأشكال الكريات الحمراء الشاذة وذلك يتم في الشبكة البطانية بالطحال بواسطة الخلايا البالعة والخلايا اللمفاوية T المسؤولة عن المناعة الخلوية. والخلايا اللمفاوية B المسؤولة عن المناعة الخلطية نتيجة تحولها إلى خلايا مفرزة للغلوبولينات المناعية، لذلك حين يستأصل الطحال تكثر الإنتانات.
نستنتج مما سبق أن للطحال دوراً هاماً في تخليص الجسم من الكريات غير الطبيعية والشائخة الحمراء، ولكن ليس كلها. ففي الطحال يخلص الجسم من الكريات الشائخة بحادثة الضغط الانسلالي، لكن ينفذ الكثير من الكريات المقبلة على الهرم والهرمة وجزء من الأشكال الشاذة لها إلى الدوران العام، ولو كان الأمر تاماً لوجب ألاَّ نجد في الدم إلاَّ الأشكال الصحيحة من الكريات الحمر، ولكن الملاحظ وجود نسبة لابأس بها غير ذلك. إذ أن الكبد بدخول الدم إليه من الطحال (الجملة البابية) يعمل على تخليص الدم من الكريات التالفة التي لم يستطع الطحال تحطيمها (مشكلاً الصفراء) .

إنَّ نظرة شمولية متفحصة لهذه الكريات الحمراء الهرمة والمقبلة على الهرم والأشباح منها، تُظهر أن هناك كميات كبيرة منها تزوي إلى المناطق الهادئة للدوران الدموي في الجسم متقاعدة على جدران الأوعية الدموية(1) وعند تفرعاتها، في الجلد وفي معظم أنسجة الجسم الأخرى وفي الشبكات الدموية لأعضاء هذا الجسم.
هذه الكريات عمرها أربعة أشهر.. ففي السنة الواحدة يلد ويموت ما يقارب ثلاثة أجيال، أي خمسة وسبعون ألف بليون كرية (75×1210) بشكل مستمر دون انقطاع. فدائماً هناك وفيات وهناك ولادات، ولولا وظائف الكبد، والطحال، والكليتين أيضاً والجملة الشبكية البطانية العامة في البدن في بلعمة هذه الكريات لتحوَّل دم الإنسان إلى جلطة واحدة واستحالت حياته [شكل (23)].
لكن مهما تخلَّص الكبد والطحال فإنه يبقى عدد عظيم منها مقعداً عاطلاً مُعطِّلاً غيره من الدم الفتي معيقاً كابحاً لوظائف أعضاء هذا الجسم البشري مؤدياً لما كنا قد بيَّناه.
إذاً لهذه المصافي حد معيَّن فتزيل قسماً من الكريات الهرمة وغير الطبيعية المارة فيها وقسم ليس بالقليل ينفذ منها وقسم آخر يتقاعد أو تبطؤ حركته فلا يأتيها..
هنا يتجلَّى دور الحجامة السنوي العظيم في اجتثاث المتبقي من الكريات الهرمة والشوائب الأخرى من الدم مما يمنح مجالاً أوسع للكبد والطحال والبالعات في البدن عامة من أجل إتمام وظائفها العديدة الأخرى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «نعم العبد الحجَّام يذهب بالدم، ويخف الصلب، وتجلو عن البصر» (نعم العبد الحجَّام يذهب بالدم): أي الدم الزائد الفاسد، (ويخف الصلب): بسحب الشوائب الدموية المترسبة فيه، (وتجلو عن البصر): بدعم التروية الدموية لمركز الرؤية والعين.

  

مقارنات مخبرية بين (الدم الوريدي) و (دم الحجامة):
أدهش الأطباء ما قاله العلاَّمة الدمشقي محمد أمين شيخو في بحثه العلمي الفريد حول الحجامة عن السر العام لآلية الشفاء التي تقوم بها عملية الحجامة في تخليص الجسم من الدم الفاسد والهرم والذي يعرقل على الجسم قيامه بمهامه ووظائفه على أكمل وجه مما يجعله فريسةً سهلة للأمراض والعلل. ولكشف مدلول هذه العبارة (تخليص الجسم من الدم الفاسد) حرص الفريق المخبري على دراسة الدم الخارج من منطقة الحجامة (الكاهل) دراسة مخبرية دموية ومقارنتها مع الدم الوريدي الطبيعي لعددٍ كبير من الأشخاص الذين أجريت لهم الحجامة وفق أصولها الصحيحة.. ونتيجة الفحص المخبري الدموي لدم الحجامة تبين مايلي:

1) إن دم الحجامة يحوي عشر كمية الكريات البيض الموجودة في الدم الطبيعي وذلك في جميع الحالات المدروسة دون استثناء، وهو الأمر الذي أثار دهشة الأطباء!!. إذ كيف يخرج الدم بغير كرياته البيض!!. مما يدل على أن الحجامة تحافظ على عناصر الجهاز المناعي وتقويه.
2) أما على صعيد الكريات الحمر فقد كانت الكريات الحمر كلها ذات أشكال شاذة، أي إنها غير قادرة على أداء عملها فضلاً عن عرقلتها لعمل بقية الكريات الفتية العاملة .
وهذا يوجِّه نحو الإيمان من أن عملية الحجامة تذهب بالكريات الحمراء والدم غير المرغوب فيه، وتُبقي للبدن كرياته البيضاء، في حين أن الفصادة الوريدية تؤدي إلى فقد مكونات الدم المفيدة مع كرياته الحمراء المطلوب الخلاص منها، مما يجعلنا نوصي بالحجامة الوقائية والعلاجية لكلِّ إنسان مع مراعاة شروطها وأوقاتها وكلِّ ما يتعلَّق بحسن الوصول معها إلى أفضل النتائج وخير العلاج من الراحة بالنوم والتعقيم الجيد.
3)لقد كانت السعة الرابطة للحديد في دم الحجامة مرتفعة جداً (550-1100) مما يدل على أن الحجامة تبقي الحديد داخل الجسم دون أن يخرج مع الدم المسحوب بهذه الحجامة، تمهيداً لاستخدامه في بناء كريات فتية جديدة.
4) كما أن الكرياتينين في دم الحجامة كان مرتفعاً وهذا يدل على أن عملية الحجامة تقتنص كل الشوائب والفضلات والرواسب الدموية مما يؤدي إلى نشاط كل الأجهزة والأعضاء.

الأخطاء الشائعة التي لم تبنَ على أسس طبية صحيحة:
الحجامة على الرأس والأخدعين والساق:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : «الحجامة في نقرة الرأس تورث النسيان فتجنبوا ذلك».
غير أننا نسمع عن حجامة تُجرى على الرأس والأخدعين الذين هما وريدان خفيان جانبي العنق، فهل الفائدة تتم عليهما أيضاً؟.
وفي الجواب عن هذا نقول: من الممكن أثناء الحجامة على الأخدعين أن تقع شرطة (الشفرة) على أحدهما فيحدث نزف قد يصعب إيقافه ويودي بحياة الشخص. ومن ناحية أخرى الحجامة في هذا الموضع لاتفي بالغرض الذي بيَّناه من نزع الهرم والشاذ من الكريات الحمر والشوائب الدموية.
كذلك بالنسبة للرأس فهي أخطر وأكثر حساسية، وجروحه تبقى أمداً طويلاً حتى تندمل لأنه أكثر عرضة للتلوث وبالتالي للالتهابات فضلاً عن صعوبة تثبيت كأس الحجامة عليه، بل يكاد يكون مستحيلاً بسبب وجود الشعر والتصاق جلد الرأس بعظام الجمجمة مباشرة لخلوّه من العضلات بخلاف الكاهل تماماً.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم ما خيّر بين أمرين إلاَّ اختار أيسرهما، فالأنفع والأكثر أمناً هو الحجامة على الكاهل ولا فائدة بتمامها إلاَّ بالكاهل حصراً.
يقول الطبيب ابن سينا في كتابه الطبي (القانون في الطب): لكن الحجامة على النقرة تورث النسيان.
كما أن الساق ليست منطقة ركودة دموية حتى تكون مستنقعاً تترسب فيه الشوائب والكريات المسنة وأشباحها، بل على العكس هي أكثر ما تكون حركة ونشاطاً.
* " قلت هذا مجرد اجتهاد من الأطباء واعترض عليه كثير من أهل الإختصاص "

دراســــة مـخبـريــة
أجرى الفريق الطبي حجامات عديدة في مواضع مختلفة كالأخدعين والساق وعلى الظهر قرب الحوض (أسفل منطقة الكاهل بـ (35) سم)، وقام الفريق المخبري بأخذ عينات من الدم الخارج من شقوق الحجامة في هذه المواضع، وبعد إخضاع هذا الدم للدراسات المخبرية الدقيقة تبيَّن أنه مشابهاً للدم الوريدي من حيث التعداد والصيغة واللطاخة، مما يدل أن الحجامة في هذه المواضع غير مجدية أبداً.

ملاحظة هامة: حرص الفريق الطبي عند قيامه بالاختبارات لمواضع الحجامة على مراعاة قوانين الحجامة الأخرى بشكل دقيق من حيث التوقيت والسن وإجرائها على الريق. وطبق ذلك أيضاً على بقية القوانين عند إجراء دراسات مخبرية عليها، فقد كان يعتمد على تثبيت جميع الأنظمة وفق أصولها والتغيير فقط في القانون المراد دراسة أثر مخالفته.


السن المناسبة للحجامة بالنسبة للرجال والنساء:

أولاً: السن المناسبة لحجامة الرجال:
يتوجب تطبيق عملية الحجامة على كلِّ شخصٍ ذكر تجاوز العشرين من العمر في كل عام مرة، للحديث الشريف: «نعم العادة الحجامة» .
* " قلت هذا مجرد اجتهاد من الأطباء واعترض عليه كثير من أهل الإختصاص "

التعليل العلمي لعدم إجراء الحجامة في سن الطفولة والبلوغ:
إن فترات النمو تستدعي دعماً متزايداً بالحديد، إذ من الملاحظ والذي تمَّ معاينته أن حديثي الولادة والرضع واليافعين حتى مرحلة البلوغ يتطلَّبون من الحديد كميات أعلى من (3-6) مرات نسبة لأوزانهم بالمقارنة مع أولئك الذين تجاوزوا مرحلة النمو (فوق سن العشرين عاماً). ومن الطبيعي أن نسبة طعامهم لا يمكن زيادتها أبداً بنفس النسبة السابقة، بشكل عام يتناول الإنسان (10-20) ملغ حديد يومياً ضمن غذائه.. يُمتص منها (10%) ويطرح الباقي بالفضلات.

وكما ذكرنا فإن مرحلة الطفولة والبلوغ تتطلَّب كميات كبيرة من الحديد كون الجسم بهذه المرحلة في طور النمو وهذه الكميات لا يؤمِّنها الغذاء كاملةً لهذا الجسم النامي، إنما يجري سدُّ النقص عن طريق هضم الكريات الهرمة والتالفة في الكبد والطحال وبلعميات عامة الجسم مشكِّلةً الحديد الاحتياطي المخزون الموضوع لحاجة الجسم، حيث يتكسر يومياً (250) بليون كرية تقريباً، أي كل ساعة (10) بليون كرية. إذاً فالجسم عامة ونقي عظامه يستفيد من هذه الكريات وذلك بعد أن يتم تحويلها التحويلات المناسبة ليستفيد منها في نموه وبنائه.. إضافة لبناء كرياته الحمراء بسلسلة من العمليات (وإن أي هدر لها يورث الجسم مشاكل كثيرة وخطيرة).

من هنا فإن الجسم يستفيد من كل الكريات الميتة وبالنتيجة لا يحوي إلاَّ القليل من الكريات المعيقة، أما بعد الـ (20) من العمر فيتوقف الاستهلاك الكبير للكريات الحمر التالفة لتوقف عجلة النمو ويصبح الفائض منها كبيراً يجب التخلُّص منه، وتبدأ مشاكل الكبد والطحال والتي سنشرحها لاحقاً.
وزيادة في التفصيل وتوسعاً في الشرح نقول:
إن الكرية الحمراء تحتوي على (65-70 %) ماء، عناصر معدنية ومواد عضوية.. وتتميز باحتوائها على كمية كبيرة (27-28%) بروتين خاص هو خضاب الدم (هيموغلوبين(2) Hemoglobin) وهو الذي يحتوي على معدن الحديد.
ويتكون الهيموغلوبين من (96%) غلوبين Globin وهو جزء بروتيني محض مكوَّن من حموض أمينية منها: هيستيدين، لوسين،...
و (4%) من الهيم Heme.. وهو الذي يحوي على (4) ذرات حديد بالإضافة إلى بروتوبورفيرين Protoporphyrin.. على هذا فإن جزيء الهيموغلوبين يحتوي على عدد من ذرات الحديد.

  
لننتقل الآن إلى الجنين في رحم أمه فنجد أن عدد الكريات الحمر أو نسبة الهيموغلوبين في دمه مرتفعة جداً إذا ما قورنت مع البالغين، والسبب في ذلك يعود إلى صعوبة تبادل الأوكسجين اللازم لعمليات النمو المتزايدة باطِّراد في جسمه، إذ أن رئتيه لمّا تعملان بعد.. فإذاً لا بد من الاعتماد على أمه في ذلك، وحتى يغطي هذا الاحتياج الكبير لا بد من زيادة عدد الكريات الحمر وبالتالي زيادة نسبة الهيموغلوبين في دمه.
أما بعد الولادة فتتكسر الكريات الزائدة ويستمر تقويض الهرم منها طيلة الحياة ويستفيد الجسم من نواتج التكسير وخصوصاً الحديد والغلوبين وبقية العناصر والمواد الأخرى في نموه وفي توليد كريات حمر أخرى.

من قبل ولمَّا كان جنيناً في الأسابيع القليلة الأولى من حياته الجنينية كانت كرياته الحمراء البدئية تتولَّد في كيس المح Yolk Sac، ثم تنتقل هذه الوظيفة ليتقلَّدها الكبد وذلك أثناء الثلث الأوسط من مدة الحمل على الرغم من أن الطحال والعقد اللمفية تولِّد في الوقت نفسه أعداداً مناسبة منها. أما في الفترة المتأخرة من الحمل وبعد الولادة فتتكون الكريات الحمراء في نقي العظام فقط Bone Marrow. يولِّد نقي كل عظام الجسم خلايا الدم الحمراء حتى سن الخامسة من العمر ويصبح نقي العظام الطويلة بعد ذلك شحمياً (أصفر) ما عدا الأقسام العلوية لعظمي العضد والظنبوب. أما بعد سن العشرين فيقتصر تولُّد كريات الدم الحمراء على نقي العظام الغشائية كالفقرات والأضلاع والقص والحرقفة. إذاً وبالنتيجة فالكريات الحمر المكسرة (قبل سن توقف النمو) يتطلبها الجسم لما يستفيده منها بناءً على ما تحتويه من حديد ضروري له وعناصر ومواد أخرى كالغلوبين ضرورية أيضاً طيلة هذه السنوات (من الولادة حتى توقف النمو) وهدر هذه الكريات يورث الجسم مخاطر جسيمة.

أما بعد توقف النمو حيث انخفض طلب الحديد بمقدار (3-6) مرات نسبة للوزن ونقص تطلُّب المواد الأخرى عن الفترة السابقة الذكر. فالتخلص من الكريات الهرمة والفاسدة ضروري جداً.. وتجني هذه الفائدة كافة الأعضاء لا سيّما الكبد، جهاز الدوران، الطحال، الرئتين.. وكذا فزيادة الحديد في الجسم يمكن أن يؤدي لترسب كبير من الهيموسيدرين في البلعميات في كل أنحاء الجسم. وقد يكون ذلك مؤذياً جداً، إذ إن الحديد الزائد يترسَّب في الدم وفي كل خلايا الجسم أيضاً، وهذا له من الآثار السلبية ماله، إذ تبيَّن أنه أحد العوامل المؤهبة لحدوث الجلطات الدموية.

دراســــة مـخبـريــة
قام طاقم الحجامة الطبي بإجراء دراسات تحليلية للدم الناتج من حجامة أشخاص كانوا تحت سن (20) عام، فوجدوا أن هذا الدم يقترب من الدم الوريدي من حيث اللطاخة والتعداد والصيغة، على عكس الحجامة في السن المناسب فوق (20) عام.

ثانياً: السن المناسبة لحجامة النساء:
لا تحتجم المرأة حتى تتخطى سن اليأس ذلك أن يد القدرة الإلهية قد جعلت لها مصرفاً طبيعياً تستطيع من خلاله أن تتخلص من الدم العاطل، فبالمحيض تبقى دورتها الدموية في قمة نشاطها وكرياتها الحمراء في أوج حيويتها.. بالإضافة إلى ذلك فإن الكبد والطحال يلتهمان جزءاً لا بأس به من الدم العاطل (الكريات الحمر الهرمة) ليقوما بتفكيكها والاستفادة من المكونات عند الحاجة.

وبخروج دم المحيض من المرأة، ولئلا يحدث أي خلل في وظائف الدورة الدموية، يحرّض الجسم نقي العظام لرفد الدم بخلايا دموية جديدة فتية، ويساهم الطحال في إطلاق كمية الدم التي يخزِّنها إزاء هبوط الضغط الدموي.. لذلك نجد أن متطلَّبات النساء من الحديد قبل دخولهن مرحلة انقطاع المحيض تبلغ ضعفي ما يتطلَّبه الرجال والنساء اللواتي دخلن هذه المرحلة من العمر.. وبالتالي فإجراء عملية الحجامة لذوات المحيض فيه بالغ الضرر، ولذا نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك.

أما عندما تبلغ المرأة سن اليأس يتوقف المحيض وتصبح خاضعة لنفس الظروف التي يخضع لها الرجل الذي تخطّى سن العشرين وتكون بذلك قد دخلت مرحلة فيزيولوجية بيولوجية جديدة تقود إلى تغيرات نفسية وجسدية تمهِّد لنشوء أمراض عديدة: فمن ارتفاع ضغط الدم إلى نقص التروية الدموية إلى الجلطات إلى أمراض السكري والشقيقة والقصور الكلوي والروماتيزم وضخامة الطحال والارتشاحات الرئوية وضعف الرؤية وآلام الرأس وغيرها كثير، كلها تبدأ بالظهور عقب انقطاع المحيض بفترة بسيطة من الزمن.. وهنا تصبح الحجامة أمراً محتماً وقانوناً لازماً لا بديل عنه أبداً، يعيد للمرأة استقرارها النفسي والجسدي.

وقد لاحظ الأطباء : أن المرأة التي دخلت سن اليأس أو التي على مشارف الدخول فيه (بالعادة تكون قد تخطَّت سن الأربعين) قد تتعرَّض للإصابة بالجلطة القلبية جراء التصلُّب العصيدي الذي يصيب الأوعية الدموية، وإن إصابة النساء في هذا العمر يفوق بمرات عديدة النساء اللواتي لم يصلن إلى سن اليأس بعد. وتعليل ميكانيكية هذه الظاهرة إلى الآن لم يتضح بشكل نهائي.
* " قلت هذا مجرد اجتهاد من الأطباء واعترض عليه كثير من أهل الإختصاص "

وهذا التعليل الذي ذكرناه هو خير تعليل لهذه الظاهرة، ووقاية النساء اللواتي بلغن سن اليأس وشفاؤهن تتم بالعملية الطبية (الحجامة).
وقد بيَّن ذلك صلى الله عليه وسلم بقوله: «من هراق هذه الدماء، فلا يضره أن لا يتداوى بشيءٍ لشيء» . وكي يتم التوسع بالتفصيلات نقول:
إنه لما كان المحيض عند المرأة كانت التروية الدموية كاملة النشاط مما جعل الأعضاء تعمل بشكل أمثل فلا إعاقة لتيار الدم ولا إجهاد يقع على الكبد ولا يصيب الطحال رهقٌ فالكل يسير على ما يرام. والتالف من الكريات الحمراء ينصرف بالمحيض، أما ما يبقى فتستغل مكوناته في إنتاج عناصر دموية جديدة.. وعندما يعمل الكبد بشكل ممتاز فإنه يستقلب الشحوم والمواد الدهنية ويستقلب ويصرف الزائد من الكوليسترول فيمنع تراكمها على جدران الأوعية الدموية، وبالتالي لا يحدث التصلب العصيدي. وباختفاء التالف من الكريات الدموية لا يحدث التجلط ولا يرتفع الضغط(3) ولا ترتص حبيبات الدهون ولا الكوليسترول ولا التوالف من الكريات.. فمن أين سيأتي التصلب العصيدي بعد ذلك.

ولنعد ثانية لتعريف تصلب الشرايين العصيدي..
تصلب الشرايين العصيدي: حالةٌ تنشأ من مجموع متغيرات استحالية تحدث في الطبقة المتوسطة والبطانة الداخلية للوعاء الدموي الشرياني Intima of arteries، والتي تتكون من بؤرة من المتراكمات الدهنية والكربوهيدرات المعقدة ومواد ذات أصل دموي (أشلاء كريات حمراء) ومادة الدم نفسها (الهيموغلوبين) ونسيج ليفي وترسُّب من مادة الكالسيوم.. هذا الوصف هو المرادف لكلمة Atheroma أو العصيدة.
هذه العصيدة هي التي تسد الشرايين فتسبب العظيم من الكوارث والأذيات القلبية والدماغية والتنفسية إضافة إلى رفع الضغط الدموي [شكل (25)].
فالمرأة بشكل عام قبل سن اليأس وبفضل الدورة الشهرية ومثالية عمل الكبد وغيره من الأعضاء، تتخلَّص من هذه المتراكمات والمواد ذات الأصل الدموي ومادة الدم نفسها المسبِّبة للتصلب العصيدي والأذيات الدورانية.
أما بعد ذهاب المحيض وحلول سن اليأس فإن تراكم التوالف من الكريات وقصور أجهزة الجسم وخصوصاً الكبد مع نقص التروية وارتفاع الضغط يمهد لحدوث الأذيات القلبية والأمراض الوعائية الدموية(1).
قال تعالى: {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً..}:(2) أي إن هذا الدم (دم المحيض) دم فاسد وبقاؤه في جسم المرأة فيه بالغ الضرر ومنشأ الأمراض، لذا ورحمة من الله تعالى أنه يسوق هذا الأذى (الدم الفاسد) ويخرجه في الدورة الشهرية، أي يكون انطراحه بمثابة الحجامة لها، ومن هنا يتبيَّن أيضاً أن الدم الخارج بالحجامة هو أذى للجسم في بقائه دون حجمه واستئصاله.
وبعد سن اليأس من المحيض وعندما تتوقف هذه الدورة عند الأنثى يجب عليها إذاً سلوك الطريقة التي يتَّبعها الرجل ألا وهي الحجامة لتتفادى الأذى والضرر الناتج عن فاسد الدم المتراكم في جسمها.

المرأة وانقطاع العادة الشهرية أثناء الحمل والإرضاع:
ولرب استفسار يطرح نفسه في هذا المجال: أن المرأة أثناء فترة الحمل تنقطع عن المحيض فما مصير هذه الدماء في جهازها الدوراني؟.
إن تعليل هذه الظاهرة بسيط، ذلك أن الجنين المتكوِّن في رحم أمه بحاجةٍ إلى العناصر المكوِّنة لهذا الدم، فالجنين يستهلك تلك العناصر وحديد الكريات التالفة، ولذا بحكمة الله ولأمور تتعلَّق بآلية حدوث الحمل عند المرأة تقف الدورة الشهرية.
أما في فترة الإرضاع فيقوم المولود أيضاً باستهلاك الحديد والحموض الأمينية المستقلبة من تالف الكريات الحمراء عن طريق حليب الثدي من أجل بناء جسمه.

مواعيد الحجامة أربعة:
أولاً: الموعد السنوي:
قال صلى الله عليه وسلم: «نعم العادة الحجامة» أي: العادة السنوية.
إذاً فهي من السنة إلى السنة عادة لكلٍّ من الصحيح والمريض، لأنها للصحيح وقاية، وللمريض علاج فوقاية.
قال صلى الله عليه وسلم: «هي من العام إلى العام شفاء»، «من احتجم لسبع عشرة من الشهر كان دواء الداء سنة» .


ثانياً: الموعد الفصلي:
قال صلى الله عليه وسلم: «استعينوا على شدة الحرِّ بالحجامة»، لأن الحر يكون في فصل الصيف، فالحجامة حتماً تكون قبله، أي في فصل الربيع.
تجرى الحجامة في فصل الربيع شهري (نيسان/أبريل) و (أيار/مايو)(2) من كل عام.
ولكن قبل أن نبدأ بالتأويل العلمي (الفيزيولوجي) لهذا الموعد.. نقدِّم لمحة بسيطة عن وظيفة الدم في تنظيم(3) حرارة الجسم.
كما هو معلوم فالماء يشكِّل النسبة العظمى في الدم (90%) من بلازما الدم، ولما كانت للماء خصائص أساسية تميِّزه بصفة خاصة عن غيره من السوائل المعروفة في الطبيعة يجعله خير سائل مساعد على تنظيم حرارة الجسم في الكائن الحي.. وتشمل هذه الخصائص: قدرة عالية على تخزين الحرارة تعلو قدرة أي سائل آخر أو مادة صلبة.. وبالتالي يختزن الماء الحرارة التي يكتسبها أثناء مروره في الأنسجة النشطة الأكثر دفئاً ويحملها معه إلى الأنسجة الأخرى الأقل دفئاً أثناء حركته بين أجزاء الجسم المختلفة. إذاً فللدم (نسبةً للماء الداخل في تركيبه ولجولانه في أنسجة الجسم) قدرة عالية على توصيل الحرارة تعلو على قدرة غيره من الأنسجة المختلفة في الجسم.
وعلى هذا فالدم هو المتلقي الأول والمتأثِّر الرئيسي الأول بالحرارة الخارجية (من بين كل أنسجة الجسم) المؤثرة على الجسم، فهو يمتص الحرارة من جزيئات الجسم المحيطة به لينقلها للأقل دفئاً والعكس.
ونظراً لدورة الدم المستمرة في الجسم فهو يعمل على تنظيم حرارة الجسم وتدفئة الأجزاء الباردة وتبريد الأجزاء الدافئة حتى تظل حرارة الجسم ثابتة باستمرار ، وفرصة الحجامة هذه تتحقَّق مرتين في العام وذلك في شهري (نيسان/أبريل) و(أيار/مايو)، ولربما ثلاث أو أربع، أي في نهاية شهر (آذار/مارس) وذلك إن صادف دفء بنهاية هذا الشهر مع نقص الهلال فقط، أو في بداية شهر (حزيران/يونيو) في حال انخفاض حرارة الطقس إذا تصادف مع نقص الشهر القمري ، ففي هذا الوقت من الربيع نتابع الشهر القمري، فعندما يصبح اليوم السابع عشر القمري يمكن للإنسان أن يحتجم في أحد هذه الأيام (من السابع عشر إلى السابع والعشرين ضمناً)، وإن فاتته في الشهر الأول ففي حلول (17) من الشهر القمري التالي (المباحة به الحجامة) يستطيع أن يتدارك الفرصة أيضاً.

وطبعاً هناك سنوات شاذَّة، فلربما كان شهر (نيسان/أبريل) أيضاً شديد البرودة فعلينا الإنتظار لشهر (أيار/مايو)، ولربما أيضاً حلَّ (17) الشهر القمري الداخل في شهر (نيسان/أبريل) وكان لا يزال الجو بارداً فننتظر ريثما يعتدل الجو ويصبح دافئاً. وعلى سبيل المثال اعتدل ودَفُؤ في (22) لنفس الشهر القمري، عندها نبدأ بالحجامة، إذاً فالأمر يحدُّه قانون عام لا يمكن لنا تجاوزه وهو فصل الربيع (نيسان/أبريل)، (أيار/مايو)، لربما نهاية (آذار/مارس) إن حصل دفء بالطقس، وبداية (حزيران/يونيو) في حال انخفاض حرارة الطقس بهذا الشهر إذا تصادفا مع نقص الشهر القمري، في اليوم السابع عشر إلى السابع والعشرين من الشهر القمري فقط.
وبذا نكون قد استفدنا من ثلث السنة لإجراء عملية الحجامة.

التعليل العلمي لوجوب تطبيق عملية الحجامة في فصل الربيع:
أما عن فصل الربيع فقد ذكر الأقدمون عنه قولهم: وأول هذا الفصل بإجماع إذا حلت الشمس بأول دقيقة من برج الحمل (الكبش).. قال بطليموس: يكون ذلك في (15) آذار. وهذا الفصل حار رطب على طبع الدم فيه يستوي اللي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://a3chab.ahlamontada.com
 
مختصر كتاب الدواء العجيب " الجزء الأول "
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي الاعشاب والعلاج الروحاني  :: قسم الحجامة-
انتقل الى: