الترهل .. هو المرض الذي يشکو منه إنسان هذا العصر. فبحکم الأعمال المکتبية وانشغال الإنسان بأمور المعيشة اليومية بعيداً عن الجو الرياضي .. وبسبب إهمال الکثيرين للنصائح الطبية النتشر مرض السمنة والترهل .. وها نحن نعرض لک المشکلة .. وحلها.
ماهو الترهل؟ ...
سؤال أبسط بکثير مما يعتقده البعض عنه.
ففي سبيل الوصول إلي الوزن المثالي يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الطول والسن ، وکذلک حالة العظام والعضلات ، وبصورة عامة تکوين الإنسان الجسدي ؛ لأن السمنة أو الترهل لها مقومات ومفارقات. فالمصارع مثلاً قد يکون أقل مزناً من المترهل وهما في سن واحدة.
ثم إن هناک أنواعاً من الترهل ، بينها تلک التي تکون مصحوبة باضطرابات هرمونية ولها علاج خاص ، وثمة نوعان من الترهل مختلفان. الشکل الدموي والشکل الإسفنجي م سنتحدث عن الحمية التي توافق کلا النوعين.
أما الترهل الدموي فيصيب بشکل خاص الرجال ، ولايسمونه الترهل المذکر الآلي ، ومرده إلي زيادة التغذية وفيه يصاب العنق والنقرة والکتفان والصدر ، ويکون احتجاز الماء فيه ضئيلاً أما التهاب النسيج الخلوي فمعدوم.
ما هي الحمية الواجب اتباعها؟
قبل کل شيء تجنب التغذية القوية. فبينما يکون الرجل العادي الذي يقوم بعمل طبيعي بحاجة إلي ٢٨٠٠ وحدة حرورية ، يظل المصاب بحاجة إلي ١٥٠٠ وحدة فقط. وأما الأطعمة فلا تؤخذ اعتباطاً وإنما تکون مقاديرها محسوبة بدقة.
السکريات : الأطعمة المنتجة للسکر. إنها ضرورية لنا ؛ لأنها تلعب دور المحرض المقوي فهي غذاء التقوية وتنشيط العضلات. ويجب أن تتجدد بصورة مستمرة ؛ لأن الجسم لا يحتوي إلا علي احتياطي قدره ٣٧٠ غرام يمکنها أن تمنح ١٥٠٠ وحدة حرورية ، أي أقل ما يتطلبه استهلاک يوم واحد. ولکن هذه السکريات مع الأسف تنقلب إلي مواد دهنية.
ففي تغذية طبيعية يصل استهلاک السکريات إلي ٤٠٠ أو ٥٠٠ غرام. أما الکمية الأدني التي لا يمکن الهبوط إلي أبعد منها بدون خطر فهي ١٢٠ غراماً موزعة عل الشکل التالي : خضار طرية ٦٠٠ غ البطاطا ١٠٠ غ. فواکه طازجة ١٠٠ غ. خبز ١٠٠ غ.
إن الخضار الطرية ولو بکمية أکبر لا تشتمل إلا علي مقدار ضئيل من السکريات ( النشويات ) فهي لا تمثل إذن إلا قيمة غذائية محدودة. وإن الفواکه والبطاطا والخبز تشتمل علي کمية أکبر فيجب إذن تحديدها بشکل دقيق.
المواد الدهنية : إنها تهدد بتکديس کمية غير طبيعية من الشحم في الجسم. ولکن يجب عدم الهبوط إلي مستوي أدني من الحد المقرر وهو غرام واحد لکل کيلو غذام من الوزن.
إن اللحم الذي يدخل في مضمون الحمية يحتوي علي کمية من المواد الدسمة تقدر بحوالي ستين غراماً ، ويکفي أن نجعل في وجبة الطعام اليومية ٢٠ غراماً من الزبدة لنحصل علي يقابل عشرين غراماً من المواد الدهنية.
المواد البروتينية : وتمثل بصورة خاصة في اللحوم ، ففي سبيل تجنب حمية قاسية مؤسفة لإبعاد الترهل ، ينصح الأطباء مقادير کافية من اللحوم يومياً ٤٥٠ غراماً علي سبيل المثال.
ولکن من الصعوبة بمکان ، إلا إذا کان الاستهلاک مقتصراً علي الأسماک غير الدسمة ، زيادة کمية البروتينات دون زيادة موازية من الشحوم وقد تزيد کمية هذه علي تلک في الأطعمة.
إن هذه الکمية البروتينية يمنحها ٢٠٠ غرام من اللحم ( التي تحتوي علي ٢٠ بالمئة من البروتيد أي ٤٠ غ ). و ٦٠ غراماً من الجبن ( ٢٠ غرام من البروتيد ). أما الخبز فيعسي ( ١ / ١٠ من وزنه أي ١٠ غ ).
ويمنح ملح الطعام ، وتمنح کذلک جميع الأنواع المشروبات والسوائل بما في ذلک الماء الذي يجب ألا يتجاوز مقدار ما يؤخذ منه يومياً لتراً واحداً.
والآن ، ننصح باتباع حمية ثلاث مرات في الأسبوع علي الأقل :
١ ـ يوم الفواکه : مع قليل من الخبز والجبن ، ففي الصباح کوب من الشاي ، برتقالة ، ٥٠ غراماً من الخبز. وفي الساعة عاشرة تفاحة طازجة وفي الظهيرة فواکه طازجة ( ما عدا الفواکه الدسمة کالجوز واللوز والبندق والکستنا والموز وما إليها ) ٣٠٠ غراماً من الخبز وکوب من
الشاي. وفي العشاء ٥٠ غراماً من الخبز مع کوب من الشاي.
٢ ـ يوم الخضار : صباحاً : قهوة مع الحليب ٥٠ غراماً من الخبز. والظهيرة : ٢٠٠ غرام من الخضار المنوعة المسلوقة. ١٠٠ غرام من السلطة. بطاطا عدد ٢. کوب من القهوة بالحليب.
العشاء : کأس من الحساء بالخضار مع الجبن ، هليون و ٥٠ غراماً من الخبز مع قطعتين من البطاطا.
٣ ـ يوم الصيام : يکون المرء في حالة استراحة تامة. يتناول لتراً من الحليب أو کيلو غراماً من الفواکه. أما الماء فمسموح به حسب الحاجة.
الخضار الطازجة المسلوقة
ثمة أنواع أخري من الحمية تستند إلي أبعاد ما يحدثه تناول صنف واحد من الطعام. مثال ذلک هذه الحمية :
الإثنين : يوم الخضار ، الثلاثاء : يوم اللحم ، الأربعاء : يوم البيض ، الخميس : يوم الحليب ، الجمعة : يوم السمک ، السبت : يوم الفواکه ، الأحد : يوم حر مع مراعاة تناول الطعام بکميات معقولة وتجنب الأطعمة الغنية بالسکر والشحوم. وهناک حالات تتطلب أن تکون الحمية أکثر قساوة ، فعدد الحروريات يجب ألا يتجاوز ١٠٠٠ وحدة ، غير أن المريض يجب أن يلتزم الفراش لعدم تمکنه آنذاک من القيام بأي مجهود.
ففي الصباح القهوة أو الشاي مع ٥٠ غراماً من الحليب المقشود وفاکهة واحدة. وفي الظهيرة والمساء ١٠٠ غرام من اللحم والسمک مع ٥٠ غراماً من السلطة بالزيت النباتي ، و ٢٠٠ غرام من الخضار و ٥ غرامات من الخميرة و ٥٠٠ عرام من الفواکه أو الفواکه المسلوقة بدون سکر.
أما الحميات النوعية فهي أقل تحديداً ، ولکنها أسهل تناولاً وأبعد تأثيراً في کثير من الحالات.
هنا ، تصنف الأطعمة ثلاثة أصناف : المننوعة ، والمسموح بها بکميات محدودة ، والمسموح بتناولها بحرية.
فالممنوع منها : الخبز والمعجنات والسکر وجميع مشتقاته والرز والتوابل والزيت ( عدا زيت البارافين ) ، والفواکه المجففة أو الدسمة والشحوم والزبدة والقشدة والجبن الدسم واللحوم الدسمة ، والأسماک الدمسة ، والمقليات ، واللحوم المقددة.
والمسموح منها بکميات محدودة : الحليب بکمية ضئيلة تضاف مثلاً إلي القهوة صباحاً.
والفواکه ( ٢٠٠ إلي ٥٠٠ غ ) والبطاطا بين حين وآخر من ( ٢٠٠ إلي ٣٠٠ غ ).
والمسموح منها بحرية : اللحوم الحمراء والأسماک غير الدسمة ، والبيض والمقبلات النباتية والسلطة والخضار المسلوقة.
حذار من السوائل
إن الترهل الإسفنجي کما يسمونه يکون مصحوباً باحتجاز کميات من الماء والملح في الجسم. وهو يظهر بصورة خاصة لدي النساء الشابات وأحياناٌ في سن المراهقة والبلوغ ، وهذا الترهل يصيب بشکل خاص الجذع وأصول الأطراف ، ويتميز بالرخاوة وقد يصحبه التهاب الأعصاب.
ولا يبدوا أنه مرتبط بتغذية قوية ؛ لأنه يتأتي عن أسي عنيف أو حمل أو إرهاق. إنه الترهل ال ـ Gynoidde وهو نوع من الترهل عنيف قد لا يستجيب بسرعة للحمية ، فلا بد إذن من إبعاد جميع أنواع السوائل وتقنينها بصورة قاسية. يجب استبعاد هذه السوائل عن مائدة الطعام ، ومنها أنواع الحساء. أما الماء فيجب ألا تتجاوز کميته اليومية نصف لتر.
ومنذ سنوات وضع لهؤلاء المرضي نوع من الحمية بدون ماء ولا ملح ، وقيل : إنها لا يمکن أن تستمر أکثر من أربع مرات في الأسبوع. ففي الصباح : بيضة مسلوقة أو ٥٠ غراماً من الملح. وفي الظهيرة : ١٠٠ غرام من اللحم و ٨٠ غراماً من الجبن الهولندي.
هذا ومن المستحسن في جميع أنواع الترهل تناول الطعام بدون ملخ أو بقليل جداً منه.
أما في معالجة الترهل الإسفنجي فمن الضروري جداً تقليل الملح. فأحياناً يکفي استبعاد الأطعمة الغنية به کاللحوم المجففة والجبن وسمک البحر والملعبات. وإذا لم يکف ذلک يتوجب إلغاء بعض أنواع الحضار کالخرشوف واللوبياء والملفوف المجفف إلخ ..
والآن ، کيف يمکن القضاء علي الترهل دون خطر؟ ...
إن إلي جانب الحمية ، وهي الأساس بعض أنواع العقاقير التي احتراق المواد في الجسم وتضاعف عملية القبول وتقلل القابلية ، وبعضها يستند في حالات علي أساس هرموني.
غير أن الاحتفاظ بمکاسب الحمية أمر أهم من الحمية نفسها فالمريض الذي فقد بضعة کيلو غرامات بجهد وتضحية يجب عليه أن يحافظ علي هذا المکسب وذلک باتباع نظام غذائي خاص لا يحيد عنه.