لا يحوي الرحم غدداً للإفراز ، غير أن عنق الرحم يحوي غدداً عديدة تفرز سائلاً أبيض اللون قلوياً شبيهاً بمخاط الأنف ، وکمية هذا السائل المخاطي التي يفرزها عنق الرحم قليلة في العادة لا تکاد تسد فوهته ، وتأخذ شکل قطرة کبيرة مستديرة بارزة صافية رائقة کالبللورتسمي بسدادة ( کرستلر ) ؛ لأنه أول من وصفها ، ولسدادة الرحم هذه عمل خاص بها حيث تلتصق بها النطف لتغيب في حناياها دون أن تستطيع فکاکاً ، کما تيسر دخول المني إلي الرحم عقب الجماع. فإذا تغير لون هذا الإفراز فهذا أصفر ، أو أخضر أوأبيض أو رمادياً ، وأصبح کريه الرائحه ، وصاحبه حرقان وحکة شديدة ، وقد يتسلخ جلد الفرج بسهولة ، إذا لم تهتم المرأة باستبدال ملابسها الداخلية المتسخة.
ويدل ظهور الإفرازات المهبلية علي هذه الصورة ، علي وجود عدوي ميکروبية أو طفيلية تکون غالباً بالمهبل أو ربما أبعد من ذلک.
ويجب ألا يؤبه للإ فرازات المرافقة للبلوغ أو الحمل ، وإذا أصبحت الإفرازات المهبلية غزيرة دائمة ، وبقيت تظهر أياماً طويلة بعد الطمث ، وتغير لونها ، وتترک بقعاً علي القماش .. فإن الأمر حينئذٍ يستدعي استشارة الطبيب؛ لأنها خرجت عن کونها إفرازات بيضاء سليمة؛ بل هي تدل علي أنها انقلبت إلي التهابات تخشي عواقبها ... ومع الأسف لا يستشار الطبيب في أول الأمر ، إلا بعد أن يغدو الرشح مزمناً ، أو يتحول إلي التهاب يأخذ بتلابيب أعضاء الأنثي.
وتؤثر الإفرازات المهبلية المرضية في نفسية الفتاة أو السيدة المصابة؛ خاصة إذا کانت متعلمة أو حساسة ، فيتسلط عليها شعور بالنقص الجنسي حيث تخشي انتشار رائحتها الجنسية
الکريهة ، وتحب الانزواء والانکماش في منزلها ، والأفضل ألا تنطوي بل تسرع إلي استشارة الطبيب الذي سينقذها بوصفة واحدة ، ورفع ستار الخجل أمامه ، خير لها ألف مرة من أن تسدل حجباً ستقوم بينها وبين زوجها الحبيب. إن حبيبها الذي کان يخالها المثل الأعلي في الجمال بناظريه .. سيتقلص حبه ، ليلة الزفاف ، وسوف يقف اندفاعه نحو زوجته .. بمجرد دخول رائحتها في منخريه .. رائحة غير مستحبة صدرت عن الفرج بسبب إهمال معالجة رشحه ... حتي لقد قال أحد الأطباء الظرفاء .... : «يدخل الحب من العين ليخرج من الفرج النتن».
وتعالج الفتاة المصابة بالإفرازات ( Leucorrhea ) معالجة عامة ، کتقوية جسمها بالفيتامين ب ١٢٠ ، وبالحديد واليود الذي يؤثر تأثيراً خاصاً في هذه الناحية ، ثم توصي بالرياضات الخفيفة ، وبالتعرض لأشعة الشمس ، والتريض في الهواء الطلق.
وتوصي السيدة المصابة بإجراء غسول مهبلي فلوراکين ( Floraquin ) مساء کل يوم إن کانت غير عذراء ، علي أن معالجة الالتهابات والإفرازات المرضية الصفراء والخضراء يجب أن تتم تحت أشراف الطبيب الذي يجري لها ضمادات لعنق الرحم أو عملية کي ، ويرفق ذلک ببعض الأدوية المضادة للأنتان کالبنسلين وغيره.
الرمال أصفر : سماها أحمد عيسي «حشيشة الدب» Anthullis vulneraria : يستعمل المستحلب فاتراً لمعالجة الالتهابات في المهبل. ويعمل المستحلب کالمعتاد ، وبنسبة ( ٣ ـ ٥ ) جرامات من العشبة الجافة لکل فنجان من الماء الساخن بدرجة الغليان.